عندما عزمت على المساهمة في تعزيز المحتوى العربي حول الفنون التشكيلية والكتابة لدى موقع “إطار فني” الإلكتروني أحسست بأني مدينة الى أستاذي أحمد باقر, مع اني لم أعي جيدا من هو عندما إنضممت لمادته في الجامعة و لا أعلم إن كان هذا من قلة اهتمام أو وعي, و لا زلت لا أعي تماما من هو, و لكني سأقص عليكم ما أعلم في محاولة بسيطة مني لإحياء ذكره  و شكره إن استطعت.

ولد أحمد باقر عام1946 و انضم للحركة الثقافية و الفنية الناشئة في البحرين عندما شارك كطفل في الثالثة عشر من عمره في معرض فني محلي, ثم كون له مجتمع فني عندما قرر بيع لوحاته في دكان الكاتب المشهور عبد الكريم العريض حيث أصبح هذا الدكان منارة لنشر الثقافة و ليس فقط لبيع نتاج الفنانين. و من ثم في 1967 انشىء مرسما خاصا و معرض دائم للوحاته بالقرب من مركز البريد القديم في سوق المنامة قلب البحرين. 

شارك أحمد باقر في أكثر من معرض فني بحريني و دولي أذكر منهم صالون الفنانين الفرنسيين في الغراند باليه في 1973, و حصل على عدة جوائز منها الميدالية الفضية من الجمعية الفرنسية للفنون التشكيلية, و الشراع الذهبي في البينالي الكويتي و الدانة في المعرض السنوي السادس و العشرين و هي أرفع الجوائز قيمة مادية و أدبية في مملكة البحرين.

و كان له الفضل بالنهوض بالحركة الفنية التشكيلية في مملكة البحرين من حيث إحياء جمعية الفن المعاصر و إنشاء جمعية الفن التشكيلي, و تطوير المناهج التعليمية الفنية و عمله كأستاذ للفنون الجميلة بجامعة البحرين منذ إنشائها, من بعد تخرجه من كلية الفنون العليا في باريس (البوزارت).

 و لأن الدكتور أحمد باقر كان يؤمن إيمانا شديدا بأن “الفن قبل اي شيء هو الرسم”, فقد كانت أغلب لوحاته كروكيز (رسومات سريعة) تحتوي على تباين واضح للضوء و الظل و الحركة, و هذا ما يجب أن ينتبه له الفنانين محترفين أم هواة ,بأن الخط هو الأساس. و يحضرني موقف ظريف حصل بيني و بين د.أحمد باقر في أول محاضرة و انا متوقعة بأني سألهو بأقلام الباستيل و ألوان الزيت ولكني تفاجأت بأنه يأمرنا بإخراج أقلام رصاص و ورق و يضع كرسي على الطاولة و يطلب منا رسمه..و لم أفهم قيمة ما فعله, قيمة الرسم الحي (still life), و قلت في قرارة نفسي أنه كرسي لا يوجد به اي نوع من الجمال.. كيف سأخرج منه فنا ؟ و لكن ما أفهمه الان بأنه كان يدرب أعيننا و أيدينا علي إستيعاب الشكل ثم إعادة إحيائه علي الورق و هذا لا يعد بالشيء السهل. و رسمت الكرسي .. و رسمت له ظلا واحدا و وضعت قلمي على الورق و انا افكر في نفسي كم سيكون الفصل الجامعي هذا مملا لو استمرينا علي نفس المنوال.. و فجأة يسألني د.احمد باقر عن سبب توقفي و عندما أخبرته بأني انتهيت.. نبهني بطريقته الأبوية لوجود ظلين للكرسي , و مع أنني تحججت و أبديت أسبابي لرفضي رسم الظل الاخر لأني لم أسمع عن ظلين لأي شكل أو إنسان, و شرحه لي و إصراره بأن أرسم الموضوع بشكل أكاديمي  و أن ما نراه كظل في ضوء الشمس يختلف عن الظل تحت ضوء إصطناعي في محاولة له لتعليمي احترام القواعد قبل أن أقرر كسرها.

رحم الله هذة القامة الفنية العظيمة التي ما زال الناس يتكلمون عنها بكل خير.

   

المراجع:

كتب:

·       الفن التشكيلي في البحرين, من الحداثة الى المعاصرة. د.مهى عزيزة سلطان,وزارة الثقافة البحرينية, 2014

·       مجيء الفن بمفهومه الاوربي الي العالم العربي. د. أحمد باقر, دار الورد.

انترنت:

·       http://www.mutak2.net/vb/showthread.php?t=5807

·       al antologia.com/blogs/22033/

·       http://www.alwasatnews.com/news/15728.html