اميديو موديلياني | Amedeo Modigliani

ولد: 1884 – إيطاليا

توفي: 1920 – فرنسا

رسام ونحّات ايطالي تعبيري عاش في شبابه في إيطاليا حيث درس فنون العصور القديمة وعصر النهضة وانتقل بعد ذلك إلى باريس.

طفولته

قد عاش موديلياني لاجئا في مدينة ايطالية ساحلية تسمى “ليفورنو”، وذلك بسبب الاضطهاد الديني الذي يتعرض له أمثاله من اليهود في ذلك الوقت.

لم يكن الفنان ابن عائلة من عائلات الطبقة الرفيعة، على الرغم من كوّن والده ريادي أعمال ناجح.
إلا أنه لم يكن ثريا، في الواقع كان لأسرة والدته دورا في تعزيز الوضع الاقتصادي للعائلة، وبالحديث عن والدته، فقد كانت سيدة مهتمة بالأمور الدينية وقد افتتحت مدرسة فيما بعد، كانت علاقتها بابنها الفنان جيدة جدا،ولعبت دورا أساسيا في تعزيز اهتماماته الفنية.

عانى “موديلياني” من العديد من الأمراض منذ صغره كالتوفيئيد والسل.. وقد قضى حياته في حرب شرسة مع هذه الأمراض. فقد قضى وقتا لا يُستهان به في مستشفيات عديدة، يصارع مرضه الذي كان عائقا أمام ذلك الصبي الذي لطالما حلم بزيارة مدن ومتاحف فنية عديدة، أقعده عنها لمرض.

دراسته وعمله


قبل أن يطوّر أسلوبه المميز بالرسم، تأثر الفنان بالعديد من الفنانين من قبله، مثل: بول سيزان و هنري لو تريك،
إلا أن أستاذه الأول هو الفنان “ميكالي”، والذي عمل معه فيما بعد في مدرسته الخاصة لتعليم الرسم، حيث وجد موديلياني نفسه هناك، وتعلّم بدوّره العديد من الأساليب والمواضيع، كرسم المساحات الطبيعية والتشريح البشري، وفن البورتريه.

انضم لحركة “الماكياوليين” ( Macchiaioli)، وهي حركة فنية أسسها أستاذه “ميكالي”، وتضم الحركة مجموعة من أبرز الرسّامين الإيطاليين في القرن التاسع عشر،

تأثر فن “موديلياني” كثيرا بالأدب والفلسفة ولا سيّما وأن جده -من طرف والدته- هو الفيلسوف “سبينوزا”..

وقد كان يتبنى فلسفة بأن المعاناة والآلام هي المصدر لكل إبداع.. وقد كان يرى ذلك في من سبقوه من فناني المعاناة والألم.. فيواسي نفسه في صراعه مع مرضه.

وبما أننا قد بدأنا الحديث عن فنه، فلا نغفل عن ذكر الأسلوب الفريد الذي ابتكره الفنان، فالشخصيات الفريدة التي تميزت باستطالة الرؤوس والرقاب،والتي -على الرغم من بساطتها الشديدة- لا تُخطئها العين عند رؤيتها.


أما فيما يتعلق بمنحوتاته فقد كان جليّا تآثره بالنحت الإفريقي ولا سيّما الأقنعة الفرعونية منها، حيث أخد عنها الذقون الدقيقة والأنوف الرفيعة..

ومن الجدير بالذكر بأن أعماله النحتية قد تلقت اهتماما أكبر بكثير من لوحاته أثناء حياته .. إلا أن اللوحات بعد مماته باتت تُباع بمبالغ كبيرة جدا. حتى أن بعضا من هذه اللوحات، قد صُنفت بأنها من الأعمال الفنية التي بيعت بالأعلى سعرا على الإطلاق في العالم.

وفاته وآخر أيامه

عاش “موديلياني” حياة قصيرة، وتوفي في عمر 35 سنة فقط، ولم تكن معاناة الفنان الوحيدة هي مرضه الذي رافقه، بل قد عانى الفقر بسبب عدم نجاح أعماله في حياته.. ولم تخدمه فلسفته في المعاناة والإبداع كثيرا، فقد هرب من واقعه وظروفه الصعبة من خلال إساءة استخدام المواد المخدرة، والتي كانت نتيجة لتزامن مرضه وآلامه الجسدية غير المحتملة، مع شعوره بالفشل ، وتدني مفهومه عن نفسه وعن أعماله، التي كان يكرهها ويصفها بأبشع الأوصاف.

توفي في شتاء عام 1920م بعد أن سيطر عليه مرض السل وأوهن جسده.

المراجع :-

  • بهنسي،عفيف(1971م):تاريخ الفن والعمارة،المطبعة الجديدة.
  • مصطفى، صلاح(1977): أساتذة الماضي، وزارة الثقافة السورية
  • https://en.wikipedia.org/wiki/Amedeo_Modigliani