تاريخ الفن (5) : الفن الروماني

(400 قبل الميلاد – 300 ميلادي)

تأثرت الحضارة الرومانية بالعديد من الحضارات السابقة، كالفرعونية والإغريقية، إلا أن الإغريقية -على وجه التحديد- الملهم الأساسي لها، وقد ظهر ذلك في تصاميم مباني المعابد على وجه الخصوص.
إضافة إلى تأثرها بالعمارة الإغريقية، قد تأثرت أيضا فيها على مستوى النحت والزخرفة، إلا أنها قد أضافت لمستها الخاصة في كل منها. وقد كان الفرق الواضح بين كل من الحضارتين، بأن الحضارة الرومانية –على خلاف الإغريقية- لم تهتم بالمعابد الدينية، بل كانوا يكتفون بمحراب للعبادة في كل بيت.

العمارة
كما ذكرنا مسبقا، فإن العمارة في هذا العصر قد اهتمت بالمباني الدنيوية على حساب الدينية، بالإضافة إلى ظهور مجموعة من الابتكارات غير المسبوقة في هذا المجال، كالأكتاف الكبيرة التي تدور حول المباني، والأساليب الزخرفية، والكورنيش العظيم المستمر بانتظام على ارتفاع المبنى، القباب الحديدية.
ومن أهم خصائص للعمارة الرومانية:-
– الطابع الإغريقي الموروث ممن سبقهم.
– ظهور العقود والقناطر المستوحاه من الفنون الرافدية.
– استعمال العقود والقباب الحجرية
– ظهور الأقواس للنوافذ والأبواب والقباب

ولا يسعنا عند الحديث عن العمارة الرومانية إلا أن نذكر الأعمدة، فللأعمدة هنا أشكالا محددة، مثل:-
– العمود التوسكاني: وهو العمود الخالي من الزخارف والقنوات.
– العمود الدوري: وهو عمود أضاف له الإغريق قاعدة، وجزء بين التاج والعامود يسمى الرقبة.
– العمود الأيوني: وهو نوع جديد ظهر بنسب مختلفة تماما عن النسب الإغريقية، وخطوط مستقيمة.
– العمود الكورنثي: يمتاز بالجمال والرشاقة.
– العمود المركب: سمي بذلك لأنه مركب بين الطرازين الأيوني والكورنثي.

 

ظهرت المعابد بأشكال متعددة ، إضافة إلى الحمامات التي كانت واسعة جدا، وتراعي راحة مرتاديها، والمدرجات والتي قد تم إعدادها للحفلات والمصارعين ومغالبي الوحوش، بالإضافة إلى المنازل والمساكن التي كان بعضها منفردا وبعضها مجموعة مجتمعة في مكان واحد.

النحت
ابتدأ فن النحت جامدا، وأكثر اهتماما بالنقش البارز والنافر، لكن دون اهتمام كبير بقواعد الرشاقة، امتازوا بدقتهم وقرب فن النحت من الأشكال الطبيعية ومحاولات تمثيل الصيد والاحتفالات والرحلات، استعملوا فيه البرونز بعد إذابته في سبك التماثيل والأواني والمشاعل والشمعدانات والعلب وغير ذلك من الأدوات الفنية. كما اهتم الرومانيون بالتماثيل الكاسية وأهملوا العارية.

 

التصويرأكثر المواضيع كانت مستقاة من الأساطير والمواقع الحربية او كانت صورا شخصية.
اهتموا بالتصوير اهتماما خاصا، فكانوا يلونون التماثيل والأبنية ويزخرفون الجدران. امتازوا بخشونة المظهر وجمود الحركة والنقص في إدراك المنظور، كانت الألوان المستعملة هي الأبيض والأسود والأحمر والأصفر ممزوجة بالغراء الأبيض أو الشمع الذائب مع الفسيفساء أو الفرسك. اهتموا بإبراز التعابير النفسانية والعاطفية على الوجوه، حيث كانت التماثيل التعبيرية التي تمثل القياصرة بقوة خارقة ترفعهم إلى مستوى الآلهة.

 

المراجع:-
– عبدربه،وائل(2008):تاريخ الفن،دار يافا العلمية للنشر والتوزيع.
– غيث،خلود وأبو دبسة، فداء(2009):تاريخ الفن عبر العصور، مكتبة المجتمع العربي للنشر والتوزيع.
– شهيب،نجم عبد(2006):الموجز في تاريخ الفن،دار أجنادين للنشر والتوزيع.