“دائما ما تقوم الثورات وتنهض بسواعد ابناءها الأبطال، والحرية هي الخيار الصعب.. لا بل أصعب أنواع المطالب في هذا العالم.”
بهذا علق الفنان العراقي “باسم الشاكر” عن أفكاره اتجاه الأحداث في بلده، وأضاف:-
“عندما تختار أن تكون حرا يجب عليك أن تخسر الكثير من الأشياء قد يكون أولها الدم الذي يسيل بكثرة بهدف الحصول على الحرية. هذه المجتمعات التي بُنيت على العبودية؛ عبودية الدين والسياسة اللتين تعتبران آفة هذه المجتمعات، لأن أساسها مبني على تدمير الإنسان واستعباده. الثورة هي بداية لثورات كبيرة وحروب في المنطقة برمتها لأن لعنة الدم المسال والجاري لن تذهب هدرا عند الله”
العمل المرفق للفنان هو محاكاة لعمل الفنان الفرنسي الرومانسي “ليوجين ديلاكروا”، حيث يعيد الشاكر إحياء عمل “الحرية تقود الشعوب” ويجعله تعبيرا بصريا عما تحدث عنه حول صعوبة مطالبة الشعوب بحريتها، و اقترانها بالدماء والدمار قبل تحقيق العدالة والمطالب.

العمل المحاكي للوحة الشهيرة “الحرية تقود الشعب” -باسم الشاكر

باسم الشاكر
أما الفنان محمود شوبر، والذي استعمل أسلوب المحاكاة –أو التشاكل- فيخبرنا عن لوحته “بصرة” ويقول:-
“اعتدت من فترة –ليست بالقصيرة- محاكاة أمهات الأعمال الفنية العالمية، فأعيد صياغتها بما يتناسب مع حياة المجتمع العراقي والذي يمر يحالة مخاض عصيب منذ بواكير التسعينات، رسمت هذا العمل من وحي الفنان البلجيكي الشهير “رينيه ماغريت” ابن الإنسان، والذي رسم التفاحة على الوجه بإشارة إلى الخطيئة الأولى التي أوقعت بنا في خسائر ندفع ضريبتها إلى يومنا هذا، قد قمت بدوري باستبدال التفاحة برمانة/قنبلة يدوية، والتي تمثل سلاحا متداولا في حروب العصابات التي تفتك بأرواح العراقيين، كما قمت كذلك باستبدال وجه الشخصية الرئيسية بوجهي، وأهدف بذلك إلى أن الحدث العراقي صميم ليس له علاقة بالتأويل الذي تتضمنه لوحات “مارغيت”.
ويضيف:-
” قد رسمت هذا العمل “بصرة” تضامنا مع أهالي البصرة التي تعتبر من أغنى مدن العالم وأفقرها في ذات الوقت، وبالتأكيد فإن السبب في ذلك يعود إلى السياسات الخاطئة التي تتبعها الطبقات الحاكمة، بالإضافة إلى النزاعات العشائرية التي أخذت الكثير من هذه المدينة التي يعتبرها العراقيون شريان الحياة الأبدي للعراق.”

بصرة – محمود شوبر
الدنيا خرساء .. وليست “دنيا”
بهذه الكلمات يحدثنا الفنان “هاني الدلة” عن عمله الفني الذي استوحاه مباشرة من الأحداث في الميدان:-
“هذه المرأة البسيطة “بائعة المناديل” التي تبرعت بجهدها ورزقها الميسور والبسيط إلى شباب العراق الأبطال، الذين طالبوا بحقهم بالحياة ضد ظلم وفساد من سرقوا البلاد وتركوا أبناءه في الجوع الحرمان، أهدتهم مناديلها ليمسحوا دموعهم ودمائهم.. هذه المرأة كانت مناديلها طيور السلام .. تحياتنا لك يا دنيا مثال الطيبة والكرم والوطنية..”

“دُنيا” – هاني الدلة

“شباب البطولة والسلام” -هاني الدلة
نستعرض في نهاية المقال أعمال فنية إضافية لكل من الفنانين “تحسين الزيدي” و”رياض نعمة”، وهي التعبير الأصدق عن أفكارهم ومشاعرهم اتجاه الأحداث في بلدهم.

“حرية” – تحسين الزيدي

“تحرير” – تحسين الزيدي

عمل للفنان “رياض نعمة”