“طقوس ظل” هو عنوان المعرض الجديد للفنان العراقي هاني دلّة ، الذي يقام حالياً في جاليري دار المشرق في عمّان في الفترة ما بين الرابع حتى السابع والعشرون من فبراير.
يأتي هذا المعرض إكمالاً لسلسلة حافلة من المعارض الشخصية للفنان في عدة بلدان حول العالم كان للأردن نصيباً منها ، يدعونا هذا المعرض المميّز ابتداءاً من عنوانه إلى آخر لوحة فيه الى التأويل والتفكير والتساؤل.
المتأمل في مجموعة أعمال المعرض يجد بأنها اتخذت المرأة موضوعاً رئيسياً و هو ما يقودنا إلى ما كتبه الفنان الأردني محمد العامري فيما يخص إنحياز الفنان صاحب الأعمال الى المرأة حيث قال: “لقد انحاز في تجربته إلى المرأة التي تمثل حالة الغضب والحب معا، فهي جوهر الحياة بوجودها الواقعي والمتخيل وصولاً إلى الأسطورة.”
لقد تركتنا الأعمال في حالة من الإبهار حتى بعد خروجنا من الجاليري عند زيارتنا للمعرض..
ولأننا لم نكتفي من التأمل في الأعمال ذاتها ، قمنا بعمل حوار مع الفنان هاني دلّة كي يجيب عن بعض تساؤلاتنا التي أثارها المعرض.
نترككم للإستمتاع في قراءتها..
– ما سبب إختيارك للعنوان “طقوس ظل”؟
“طقوس ظل”
الواقع الملموس الذي نعيشه بشكله وفي كل حالاته المختلفة والمتغيرة وتأثيره على ملامحنا. ليترك الأثر على ما يحيطنا من ظواهر بيئية وطبيعية مع مرور الزمن.
مما يجعلنا نبحث عن هروب ولو بفسحة الى خيالنا وظلالنا التي لدينا القدرة بالتحكم والسيطرة عليها من بناء ورسم خيال وظل نصنعه ربما شي فقدناه او شي نتمناه ونخرج به من واقع تراكمت الشوائب عليه من عادات وتقاليد يصعب علينا التخلص منها..
فالظل هو اقرب الى الصفة الإنسانية والفطرة من قواعد وقيود الواقع التي فرضت وابعدتنا عن الحقيقة . فالتصوف الفكري هو مثال لما نستمد منه في هذا الموضوع الذي اقدمه في هذه التجربة. ويتيح لنا باستنتاج لظلنا طقوس نستطيع تخيلها بشرط لا تكون (وهم) يبعدنا عن الواقع الذي لابد ان يكون جزء من هذا الظل.
والمقصود فيها دور الخيال والظل الذي نجسده من الفراغ احيانا لكي نجعل من امنياتنا واقع في اذهاننا من مجالات وحالات وأشكال فقدناها ربما لغربتنا او لركودنا او حتى تاريخنا
فالظل له طقوس نحاول ان نعرفها مع ذاتنا من اجل تحقيق أهدافها سواء كانت بحلم أو واقع.
– ما هو سبب اختيارك للمرأة كعنصر أساسي لمجموعة أعمالك؟
المرأة هي الأم والأخت والحبيبة. أشعر بأنها هي أساس هذا المجتمع وهي تحتاج لخروجها من الواقع وتبني خيال لها وظلال تتمناها وتحاول أن تعيش بعالمها الذي تتمناه أكثر من الرجل. تريد أن تكون طير وله جناح في عالمها الخيالي..
– تبدو عناصر اللوحة في بعض الأحيان غائمة وضبابية أو شفافة.. إلى ماذا ترمز هذه التعبيرات ؟
نفسر أحلامنا وخيالنا بضبابية ونشعر أنها كتل ضباب نقصد بهم أشخاص نعرفهم ومقربين إلينا أحيانا.
– لا بد وأن يكون لمسقط رأس كل فنان تأثيراً خاصاً عليه ، وكما نعلم فلطالما كان العراق مصدراً للإلهام منقطع النظير لفنانيه .. أخبرنا عن “هيت” المدينة التي نشأت فيها وكيف كان تأثيرها عليك كفنان ؟
مدينة هيت مدينة قديمة حيث بنيت مدينة بابل من حجر وقير هيت وهي من اقدم المدن حيث كانت مشتركة بتاريخها مع اول حضارة في وادي الرافدين (الحضارة الاكدية) وهي بالجهة الغربية من العراق على نهر الفرات حيث العتق والإرث على جدرانها ونواعيرها التي تروي البساتين من نهر الفرات..
مدينتي جميلة ولي منها في أعمالي الكثير والهوية التي أمتلكها منها في أعمالي السابقة وإلى الآن.
– شدّني تعبير مشترك في أغلب اللوحات تقريباً.. وهو القُبلة.. إلى ماذا ترمز القبلة في هذه المجموعة؟
حنين الأم الى أبناها وتعبيرها بالقبلة للحب والإعتزاز.
– بمن تأثر هاني الدلة من أساتذته ومن الفنانين ؟
الفنان يتاثر بكل شي يحيطه من مواد وجدران وارض وطبيعة .
وبالتأكيد يتأثر بالأساتذة او بأعمال قديمة أو حديثة. لكن بالحقيقة أكثر ما أتأثر به ويعجبني وأشعر اني استفاد منه هو الطفل ورسوماته البريئة والعفوية لأن العفوية في الرسم شيء صعب جداً فالعفوية هو تجريد واختزال عالي في الشكل مع عمق الموضوع وبديهياته.. وهذا ما أتمنى وهو هدفي بتحقيقه ألا وهو الرسم بحكمة بريئة.
المزيد من صور المعرض…