ولد :1866 موسكو
توفي :1944 فرنسا

فنان روسي، وُلد لكل من “ليديا” و “سيلفيستروفيتش”، وكان والده تاجرا ناجحا.
درس في مدرسة محلية في مدينته “أوديسا”، وتخرج منها ومن ثم توجه للرسم بعد أن كان قد درس الحقوق والاقتصاد.
أي أنه قد بدأ الرسم في عمر متأخر نسبيا مقارنة بغيره من الفنانين،فقد بدأ في عمر ال 30 عندما قرر اختيار تغيير مساره المهني- الذي كان واعدا بالمناسبة-، وتوجه لتحقيق شغفه في الفنون،والتحق في أكاديمية الفنون في ميونخ.

خلال فترة دراسته في الأكاديمية السابق ذكرها، كانت أعماله ودراستها الفنية تزداد يوما بعد يوم.
ففد جرّب العديد من الأساليب والمواضيع.
ظهرت في بعض أعماله المدرسة الوحشية وبعضها التنقيطية.. إلا أن اللون كان هو الأساس عنده، فقد كان مهتم جدا بأن يُظهر اللون بقوة ويُعبر عنه صراحة..
أما فيما يتعلق في المواضيع رسم العديد منها ..الا ان المساحات الطبيعية والمدن قد ظهرت أكثر من غيرها، ومن الجدير بالذكر بأن التشخيص لم يظهر الا نادرا في أعماله.

أحد أعمال الفنان المبكّرة

photo by: cea +

الفنان الريادي


لم يكن “كاندنسكي” مجرد رسّام، بل كان في الحقيقة صاحب رؤية ورسالة في الفن، وكان صاحب روح رياديّة ومبادرة -إذا صح التعبير-، بل قد يكون الوصف متمردا أكثر ملائمة هنا، وما يشير إلى ذلك بوضوح هو عدد الجمعيات التي ترأسها وقادها مع زملاءه من الفنانين.
فقد ترأس جماعة الفن الحديث في ميونخ عام 1896م

وساهم في تأسيس جمعية ميونخ الجديدة للفنانين- وترأسها عام 1909، أما في عام 1914 -وعندما عاد إلى روسيا- أسس فيها معهد الثقافة الفنية والذي كان اول رئيس له كذلك.


أما أهمها، فهي جماعة الفارس الأزرق – the blue rider ، والتي تُعد أهم جماعاته التي انتمى لها، وهي جماعة قد قام بتأسيسها عام 1911م مع كل من “بول كلي” و “فرانز مارك” وآخرين من فناني روسيا وألمانيا ..
، وظهرت هذه المجموعة بسبب رفض أحد أعمال كاندنسكي في معرض، فكان دوّرها تأييد الأسلوب التعبيري في الرسم وتعزيز قبوله.

ولا يمكننا أن نعفل عن دوره كمُدّرس، فقد علّم في موسكو عام 1918م ، وفي ألمانيا عام 1921م

لوحة “الفارس الأزرق”

التجريد والموسيقي و غيرها

كما ذكرنا مسبقا، فأن فنَاننا لم يكتف بكوّنه رسّاما، بل كان صاحب رسالة، ولم يكن الفنان في نظره إلا رسولا.

رسولا للسلام ولكل ما هو روحاني، حتي أنه قد كان له رأي بأن الفنان روحاني -بما فيه الكفاية- ليأخذ دور القائد في مجتمعة، وقد ذُكر عنه بأنه قد صوّر الحياة كالهرم ودور الفنان الروحاني هو أن يقود الآخرين إلى قمة هذا الهرم -بالطبع من خلال أعماله-

أظهرت لوحاته ثقافة واسعة في العديد من المجالات، كعلم النفس والموسيقي والهندسة.

وفيما يتعلق بالموسيقي، فإنها بنظره كالرسم بالألون، فتراه يضرب فرشاته على لوحته كما يضرب عازف على أوتار آلته .. ويتحكم في عمله كتحكم مايسترو بفرقته الموسيقية، واهتمامه الشديد في ارتباط الموسيقي بالرسم ظهر جلياً في تسمياته لأعماله والعناوين التي يهبها إلى لوحاته.

أما فيما يتعلق بالتجريد فقد ظهر مع ظهور جماعة “الفارس الأزرق”، وليس ذلك بغريبا كوّنها تدعو للابتعاد عن الكلاسيكية واللأساليب التقليدية في الرسم، فظهرت أهم بدايته في التجريد في الألوان الصارخة والفاقعة حيث كانت تثير اهتمامه بشدّة، فيلحظها في كل مكان .. ويتابع إظهارها عمله.

اعتمدت الأعمال التجريدية فيما بعد على الخطوط المتقاطعة والنقاط .. وقد وظّف اطّلاعه ومعرفته في علم النفس في ذلك. فكان يستخدم الخطوط المنحنية والأقواس تارة، والخطوط المستقيمة تارة أخرى.
ولم يغفل عن اللون والذي كان على مساحات معينة يقفز إلي عين المتلقي قفزا .. أو يأخذك بيدك ليسوقك إلى لون آخر.
ألوان متدرجة ..
ألوان غنية ..
وأخري صريحة صارخة ..

بعضا منها يوحي بالحركة والجنون، وبعضها الآخر يمنحك السكينة..

يستعمل الألوان الأحادية بتدرجاتها، عشوائية مبعثرة أو حتى منتظمة، فيُداعب حواسك بملامس مختلفة كذلك.

وكانت الأعمال تجمع بين النقائض في ذات الإطار ، لذلك كانت أعماله ذات حس عالي .. بمعنى أنها توقظ حواس المتلقي بحيث يشعر بأنه لا يراها فحسب بل يسمعها كذلك ويخوض معها في رحلة إلى دواخله.


Composition IX

Composition Lyrique
أحد أ شهر أعماله
Composition 8

أما في أعماله الأخيرة فبدأت التكوينات تختلف، بحيث بدأ يُعطي الأشكال دلالات نفسية وروحانية، كالدائرة مثلا، والتي مثلت السلام بنظره، والخطوط المستقيمة تمثل الصرامة مثلا.
ولم يكتف “كاندنسكي” بذلك، بل أنه -ولشدة اهتمامه بالموسيقي- كان يُعطي الألوان دلالات موسيقية فيكون المتلقي للوحة كمن يقرأ نوتات في كتاب موسيقي، ومن الجدير بالذكر بأنه قد تعلم العزف على البيانو والتشيلو كذلك.

وعلي الرغم من كوّنه فنانا على درجة من الأهمية، إلى أن هذه الأعمال لم تتلقى قبولا سريعا، فبعد عامين أو ثلاث ،حتي بدأت تظهر وبقوة في الوسط الفني في بريطانيا بعد أن قام الناشط “مايكل سادلير” بتسليط الضوء عليه.مما ساعده لدخول العديد من المعارض المهمة وبيع أعماله للمهتين بها بشكل أسرع.وما زالت إلي اليوم تباع وتشتري في أهم المزادات العالمية.

المراجع :-