وُلد: 1853م

توفي: 1890م

ولد فان غوخ لأسرة هولندية متوسطة الحال، نزح مع عائلته إلى باريس، وعاش فيها، وبدأ بالرسم في عمر مُبكر، واستمر بممارسته طيلة حياته، ليُشارك فيما بعد -من خلال أعماله الفنية- بإطلاق الشرارة الأولى للمدرسة الانطباعية. إلا أن الوصف الأقرب لأعماله هو “الانطباعية التعبيرية”، حيث كانت ضربات فرشاته المتلاحقة متميزة إلى درجة أنها قد أثرت على جيل كامل من بعده.

حاول في فترة من حياته العمل في بيع الأعمال الفنية، ولم يُوفق في ذلك، فأصيب بإحباط شديد جدا.


وبالحديث عن الإحباط، فإن أكثر ما يُعرف به الفنان هو التعقيدات في حالته النفسية، ومشاعر الحزن المرافقة لكل ما ورد عنه.

طبيعة صامتة للفنان

حالته النفسية

قد عانى فان غوخ من العديد من المشكلات النفسية، من المحتمل أن يكون قد عانى من “اضطراب ثنائي القطب”
أو الاكتئاب الذهاني، لكن المؤكد هو أن الهلوسات والأوهام قد رافقته في فترات لا بأس بها من حياته، وقد أهمل نفسه بشدة، مما زاد سوء وضعه النفسي، وقد انعكس كل هذا بطريقة فريدة من نوعها في عمله، حيث عكست لوحاته توّقد روحه واضطرابها.

وما يميز هذه الأعمال في الحقيقة، هي كونها لم تُظهر حزنه بطريقة تقليدية مستهلكة، فكانت أكثر من مجرد ضربات من الحزن والهم والألم، بل استخدم الألوان النقية وحيويتها، بالإضافة إلى حفاظه على الشكل الصارم، والتكوين المتوازن في تصوير حزنه.

مشكلاته النفسية الكبيرة، أدت إلى مشكلات في علاقاته الاجتماعية التي انتهى العديد منها بمشاجرات مع أصدقاءه الفنانين، فعُرف في وسطه بالـ “مجنون”، بالإضافة إلى مشكلات إضافية تتعلق بالإدمان على الشرب والكحوليات، مع كل هذا فقد عانى الفقر، ولم يشهد نجاحا على المستوى الفني في حياته أبدا، حتى أن الشهرة الوحيدة التي تلاقاها كانت عندما حاول الانتحار.

عمله

رسم فان غوخ مواضيع عديدة، كالمقاهي وحقول الأزهار، (أكثرها شهرة أزهار عباد الشمس)، وصور لوجوه وشخصيات من حوله، غرف نوم، حتى زوجى الحذاء في لوحته الشهيرة.

قد كان تنوع أعماله مؤشرا على سعة نظره، فيسلط الضوء على اهتمامه بالعمارة من خلال رسمه غرف النوم والمقاهي الخارجية على سبيل المثال.

: photo by
Rawpixel Ltd

اهتم فنسينت بألوانه النقية اهتماما فريدا، وفي توافقها ونصاعتها، ودسامتها، وكان له طريقة مميزة في استخدام الألوان المتلاحقة بطريقة نظامية، أعطت مظهرا حيويا لأعماله بوجه عام، وخصوصا في السماء والنجوم، وقد قام أيضا بتحرير الرسم من الألوان الميتة المحفوظة، ذات الطابع الأكاديمي الممل، وحوّلها إلى ألوان زاهية تكاد تكون فقط الأوان التي يستعملها مباشرة من باليته، ولم يعالج مواضيعه من الناحية البصرية فحسب، بل قد عالج أيضا كمجموعة من الإيقاعات التي تبني اتجاهات الحركة في السماء والنجوم.

لوحة تصور زوارق في نهر للفنان

فان جوخ -الذي لعب دورا مهما في تأسيس كل من التكعيبية والبنائية من بعده- توفي في عمر السابعة والثلاثين منتحرا في فرنسا، بعد معاناة مع المرض النفسي والفقر الشديد، والمؤسف بأن أعماله الفنية قد انتشرت في اهم متاحف أوروبا بعد وفاته، حتى أن له متحفا يحمل اسمه خصيصا تكريما له.

لوحات شهيرة أخرى للفنان:-

المراجع:-

1- البسيوني،محمود: الفن في القرن العشرين،مركز الشارقة للإبداع الفكري.

 2- محمد،حسن: مذاهب الفن المعاصر، مركز الشارقة للإبداع الفكري.

 3-الخوري،مهاة: (1988): الفن في القرن العشرين،دار طلاس للدراسات والترجمة والنشر