“متحرراً من القيود التقليدية للفن المعاصر و بأسلوبه المتنوع و الفريد يصور كاوس مجتمع اليوم و الحاجة للتواصل من خلال دمج الجماهير بأعماله مستخدماً لغة بصرية بسيطة تحاكي الإنسان المعاصر”
إلوود آ.م مدير المتحف الوطني الفكتوري

واجهة المتحف الوطني الفكتوري، ميلبورن، أستراليا

الفنان الأمريكي العالمي بريان دونيللي المعروف ب “كاوس Kaws” هو من أبرز الفنانين المعاصرين وفي معرضه الأول في ميلبورن، أستراليا “الرفقة في زمن الوحدة” يعرض أكثر من ١٠٠ عمل من أعماله التي أبدعها على مدار الخمسة وعشرون عاماً الماضية حيث يعرض أعمالاً بين التصميم الغرافيكي و المنحوتات الكبيرة و المجسمات الكرتونية المليئة بالمرح والأمل و الإنسانية محتفلاً بقدرته على التواصل الشمولي و الواسع مع جماهيره من مختلف الثقافات و البلدان.

أعمال كاوس تحتفل بالإنسانية

وُلد كاوس عام ١٩٧٤ في مدينة نيوجيرسي و درس الفنون البصرية في نيويورك و بدأ حياته الإبداعية خارج النطاق الفني التقليدي، و كونه تواجد في فترة بروز الفن الغرافيتي “رسم الشارع” في نيويورك في أوائل التسعينات أثرّ ذلك في طريقة تشكيله للفن الخاص به و الذي ظهر مرسوماً بكثرة على وجوه الأشخاص في البوسترات الدعائية في منهاتن، نيويورك في أواخر التسعينات.
أعمال كاوس تعطي تسلسلاً تاريخياً للأعمال التي صممها مشيراً إلى أن الغموض الذي يكتنف بعضها مقصود، حيث يدفع الجمهور للتأمل و يثير فضوله، و اعتبر أن أعماله تدعوا إلى تغيير العالم نحو العدالة، فهو يقول من خلال أعماله “أنت لست وحدك في هذا العالم، نحن معاً، نحن شخص واحد” و هذه الرسالة تأتي رداً على هذه الحياة المعاصرة المضطربة المتسمة بطابع الفردية و الوحدة.
و برأي كاوس أن الأجيال الجديدة الآن تستكشف آفاقاً مختلفة من التواصل فبينما كان الناس في الماضي يعبرون عن أنفسهم في الشوارع عندما يريدون أن يستمع الساسة إليهم، أصبحوا الآن يملكون هذه القدرة طوال الوقت، و ظهر هذا جلياً من خلال أسلوبه في إعادة صياغة أشكال الشخصيات الكرتونية العالمية مثل شخصيات ديزني و خلق منها نماذج تكوينية فنية جديدة لنشر و إيصال أفكاره حول العالم.
ويضيف أيضاً، إنه يحاول من خلال الفن أن يعبر عن هويات المهمشين ومن لا يستطيعون أن يوصلوا رأيهم، ويدعوهم إلى إبراز هذه الهويات رغم محاولات البعض قمعها. وانتشرت أعماله على قمصان الشباب حول العالم، ووضعت على الأحذية الرياضية، وحتى ألعاب الأطفال.

منحوتة برونزية بعنوان “GONE” و هي عبارة عن تصوير شاعري للفقدان و هي مستوحاه من المنحوتة العظيمة لمايكل أنجيلو “بييتا Piéta”