مرحبًا يا قوم، لرُبما ما أسعفني أن أكتب هذا المقال هو قائمتي في تطبيق “ساوند
كلاود” على احدى غيماته يحملُ مقطوعتي المُفضلة من موسيقى طارق الناصر
وفي كلماتها يُردد الكورال:
هُنالك دائمًا نورُ لنجمٍ
يرفع الظلمات عنّا هو مستور
هُنالك دائمًا قوة
ترافقنا وتدركنا ونحنُ على فم الهوّة

لا عليكم، لنبدأ المقال وكفاني “فزلكات” لنُسميه سوية، ما رأيكم بأن يكون اسمه
“أثر الأحمق كورونا على عاداتنا؟
فكرّوا بالأمر والقرار لكُم، تذكرت صحيح، لا قرار لكم نحن في أيام طوارئ
وقانون الدفاع قد فُعِل، إلى أن تعود الأوضاع كما كانت سأفكر بالموضوع.

اليوم نحن أمام فايروس أراد سحق تاريخ من قبله ممن أسلفوه، واليوم يفتقد
الصحن الأردني إلى اجتماع العائلة عليه، لقد أصبح أبي يأكل منفردًا، وهذا لم
يحدث من قبل البتّة!!
حتى أن عمّي قد مددت يدي لهُ مُصافحًا لكنّه ابتعد وصدّني، هذه كبيره بحقي يا
عمّاه، ألم أكبر بعينك بعد؟!
“كورونا كورونا لا تسلم علي ولا شي” قالها مجتنبًا قرب يمُناي من يده.

نحن البدو بالأخص السلام بين الرجال مُقدس وحساس، من الممكن أن تنشب
النزاعات بسببه، وأيضًا يمكنهُ أن يكون صك سلام بما تعنيه كلمة سلام حقيقةً.

وعلى الرغم من أن عمّي كان عند ديك البط، وأنا عند المُهرة، وكلانا يدانا
متسختان إلا أنه لم يآبه بذلك وأعرض عن السلام بسبب كورونا.
حتى أبي لم يكُن منطقي في فعله، فنحن نشرب القهوة العربية بذات الفنجان، هل
بذلك خطر؟! سألته
“صب صب ودجج الصبة” أي اجعل الصبّة قليلة كما في عاداتنا أيضًا.

أتساءل اليوم ماذا عن قُبلاتنا الأردنية، وماذا سأفعل إذا قرر أحد “الختايرة”
تمطيقي -أي تقبيلي!-
لا بُد من قُبلة اشتياق، محبة، وداع، مجاملة، وما أكثر الأخيرة عندنا.

أنظر للضيف أيضًا هل يقترب كورونا من الضيف، تعرفون ماذا يعني ذلك!
أننا لن نستقبله في بيتنا خوفًا من كورونا، إن لهذا في نفسي وقعٌ مخيف
وأنا الذي رددت مع كورال الأطفال في واحدة من أغاني تراثنا:
منتُم هلٍ لي منتُم هلٍ لي
يا مطردين الظيف
منتُم هلٍ لي;
“هلٍ تعني أهل”

لا لا، لا بُد أن هذه الأفكارشيء من “فزلكاتي” لن يذهب شيء ولن يرحل سوى
هذا الفايروس ولن نطرد الضيف والعياذ بالله، وسوف أذهب للجامعة الأردنية
لأرى عيون حبيبة
قبل أن أختم هذا المقال، لو أنكم ترسلون أشواقي لها وأهديها أغنية سميرة توفيق
لما قالت:
بعدك يا بير ملفى والملفى غالي

ميّاتك بلسم تروي وتشفي الغوالي
عبينا جرار عبينا خبينا أسرار خبينا
حنينا كثير حنينا..لتراب البيت الغالي

لن نترك هذا الأحمق الدخول بِنا أكثر سنواجهه بالموسيقى إن لزم الأمر، وإن
رأيتوا عيون حبيبتي التي ملّت الحظر، قولوا أن لكِ عاشق “مُفزلك” يناديكِ
أمامنا بقمحة البلاد، ورغيف خُبزه.

سلام.