إن المنبع الروحي الذي لا ينضب أبدا والذي يستوحي منه الفنان الاسس والقواعد التي يقوم عليها الفنان منذ العصور الحجرية وجتى الان هو كل شيء تقع عليه عين الفنان متمثلا في الطبيعة التي يراها .
فالفنان هو صاحب القواعد الفنية الاساسية في اعماله من خلال اتجاهه لاشباع الاحتياجات الحسية الداخلية, فكل الوسائل والاسس الفنية التي يتلقاها الفنان مهمة ما دامت تطلبها وتفرضها الحالة الحسية, وما عدا ذلك فهو مدعاة الى كبت الحاجات الباطنة وتحجيمها.

لذلك يجب على الفنان ان يطوع المنطق الذي يدرسه لخدمة الاحساس من خلال التدريب على ذلك وتطويع الواعد والاسس بطريقته الخاصة للتعبير عن حاجاته الحسية وتخيلاته الداخلية التي تميز شخصيته الفنية عن غيره من الفنانين.

وهناك مجموعة من القواعد التي يجب مراعاة تحقيقها في التصميم وصولا الى الجماليات الفطرية التي تدركها عين المتلقي :

1- الإيقاع:
هو ترديد لحركة او شكل بصورة منتظمة تجمع بين الوحدة والتغير والتنوع..
او هو تكرار منتظم لنغمة او عنصر ويتسم بالتنوع والوحدة.

2- التماثل:
يتحقق التماثل ايضا في جسد الانسان ويظهر في تطابق بين الجانبين.. الايمن والايسر.
ومن هنا نجد انه هناك استحسان لبعض او شيء من التماثل في العمل الفني.. على انه وجوده كثيرا او بلا داعي يحدث شيئا من الملل والضعف في التصميم.

3- التدرج:
التدرج هو مجموعة من النسب الوسيطية بين شيئين متناقضين او مختلفين.. وحينما يتحقق عنصر التدرج في العمل الفني يستحسنه الانسان ويألف اليه ويتجاوب معه نفسيا متمثلا في :
– التدرج اللوني .
– التدرج بين كبر الاحجام او الاشكال او الخطوط وصغرها داخل العمل الفني.
– التدرج في العلاقة بين الكتلة والفراغ

4- التنوع:
التنوع هو اختلاف الاشكال والعناصر والالوان داخل العمل الفني الواحد بالرغم من تحقيق الوحدة والانسجام.
فتنظيم الوحدات المرئية والشيئية التي تقع في المجال البصري للانسانوانسجام هذه الوحدات وترابطها هي عوامل من شأنها تحقيق الراحة الفكرية دون ان يشتت ادراكه بموضوعات فرعية متعدة في ان واحد.

5- الصراع والسيادة:
ويتمثل في التكوين او البعد الدرامي في كافة الاعمال الفنية.
والعنصر السائد هو العنصر الذي يختصه الفنان بدور البطولة محققا ذلك من خلال تميزه بمجموعة من عناصر التكوين من حيث الدرجة اللونية وكمية الضوء الساقط عليه والملمس… ايضا من خلال حجم العنصر في الفراغ .

6- تناسب الشكل مع الارضية :
إن العلاقة بين الشكل والارضية تبادلية .. لا بد من تناسبها لتحقيقبعدا جماليا في العمل الفني.
فالشكل يبرز الى الامام.. والارضية تتوارى الى الخلف .
الشكل يمثل المضمون الرئيسي المراد التعبير عنه , في حين ان الارضية تمثل الجو الملائم الذي يتناسب مع الشكل .

7- الإتزان:
وهو ترتيب العناصر في التكوين بحيث يكمل كل منها الاخر من خلال التنظيم الذي يعطي حالة من الاستقرار النفسي.
وبالرغم من اهمية الاتزان الذي يوحي بالراخة النفسية.. الا أن تحقيقه في تنظيم الاشكال والالوان والخطوط في التكوين لا يكتمل من خلال مجموعة من القواعد الصارمة .
فالفنان او المصمم يصل الى حالة التوتزن في العمل الفني من خلال احساسه الفطري اثناء تنسيق عناصر اللوحة وتنظيم العلاقات الجمالية فيما بينها.