هل سمعت عن تصميم الطعام من قبل؟ أنا أيضا لم أتعرف عليه إلا منذ فترة قريبة. بدأت رحلتي عندما شاهدت إعلانا على منصة التواصل الاجتماعي إنستاجرام يدعو للتسجيل في برنامج لتصميم الطعام يقدمه معهد جوته بالشراكة مع استوديو نملية للتصميم، ولأنني شخص فضولي أرسلت طلبا للمشاركة لأتلقى اتصالا يهنئني: مبروك نراكِ الأسبوع القادم!
وجدت نفسي مع مجموعة متنوعة من الفتيات من خلفيات متعددة، لتبدأ أربعة شهور من برنامج فبركات الذي أطلق في نوفمبر\ تشرين الثاني 2021.

استضافنا استوديو نملية للتصميم الذي قضى عشرة أعوام في البحث والممارسة في مجال نظم الطعام المستدامة التي تنطوي على الجمع بين الابتكارالمجتمعي والبيئي، وتطوير النماذج الربحية المحلية والمستقلة، مع العديد من المتخصصين ليطرحوا أسئلة متنوعة: البذور التي نزرعها من أين تأتي؟ هل يعكس غذاؤنا من نحن؟ وما علاقة ذلك بواقعنا الاقتصادي؟ ماذا حدث لسهول حوران وقمح الجنوب؟ من أين أتت قدسية بعض الأطعمة وشعائرها؟ فاتحًا باب التفكير الناقد والرغبة في البحث والاكتشاف.

انطلقنا في رحلة التعلم مع آية شعبان ومنال أبو شميس من نملية، وشاركتنا فيها مصممة الطعام المعروفة عالميا الدكتورة فرانشيسكا زامبولو وخبير الأعمال الاجتماعية صفا حجازين واستشاري إدارة العمليات محمد عجلوني، ليتم بعدها تقسيمنا كمشاركات إلى أربعة فرق يعمل كل منها مع شريك محلي على مشكلةٍ معينة في الأنظمة الغذائية في مجالات يعتبر فيها تصميم الطعام جزءًا أساسيًا: السياحة والضيافة، التعليم وتخطيط المدن.

زاد:

لابد أنك شاهدت إعلانات الرحلات السياحية في وادي رم، تروّج كلماتها لزيارة سريعة بعد الانتهاء من زيارة البتراء، وتشترك جميعها تقريبا في وجبة العشاء الأشهر “الزرب”، لكن ما تأثير حصر التراث الغذائي في وجبة واحدة؟ وحصر وادي رم في صورة المحطة السريعة التي لا يستطيع الزائر أن يعيش تجربتها الحقيقية؟
بعد الدراسة والبحث والأسئلة والمقابلات مع السكان المحليين توصّل الفريق بالشراكة مع القائمين على مخيم “كوكب رم” إلى تصميم تجربة تجمع مكونات رم السحرية في ساعاتٍ قليلة، يمكن للضيف ” كما يحب لاهل المخيم تسميتهم” أن يتذوقوا طعم رم الأصلي، في القصص والحكايات، وفي الكرم والضيافة، وفي وجبة تملئ القلب في مكان يحتضن الغريب.

مونة:

تطالعنا في كل عام أخبار لمزارعين يتلفون محاصيلهم بعد شهورٍ من العمل الشاق، تجنبا لخسارةٍ أكبر لثمار لا يستطيعون بيعها أو تصديرها، اقترح الفريق منتَجين من المحاصيل الأكثر عرضة للفساد: الطماطم والتمر في محاولة لخلق سوق جديدة لبيع هذه المحاصيل. إلا أنّ السؤال الحقيقي الذي يطرحه الفريق نحونا كمستهلكين هو: ما هي حقا وصفتنا للتغيير؟

إيكو:

مع مختار اللويبدة السيد عمر الفاعوري، عملت المشاركات على انشاء نادي لطلاب المدارس يعمل على تدوير المخلفات العضوية، وصنع الأسمدة الطبيعية لأعادة إحياء التربة والتقليل من الضرر البيئي لهذه المخلفات، يتبادل فيه الطلاب خبراتهم ومعرفتهم.

أسطح وفرة:
طورت المشاركات نموذجا أوليًا يمكن إعادة تطبيقه لزراعة سطح حضري تصلح منتجاته للأكل، تم تطبيقه في حديقة الشهداء بالتعاون مع أمانة عمان بتصميم يتمركز حول ربط المجتمع المحلي بسلاسل غذاء بديلة في أرجاء المدينة.

 

معرض مساحات غنية

جاء المعرض الذي أقيم في المتحف الوطني للفنون الجميلة كختام لهذه الجهود ليصحب الجمهور في رحلة غامرة إلى عالم تصميم الطعام في السياق الأردني وصلته الوثيقة بحياتنا اليومية ابتداء من الأرض الوفيرة تحت أقدامنا و إلى الأعلى، ولتوفير إجابات محتملة عن أسئلتنا واحتمالية التغيير في أنظمتنا الغذائية المعقدة، ليعرّف كذلك عن تصميم الطعام كتخصص ومجال بحث ودراسة.