لابد لنا من ملاذ آمن .. ولكل إنسان ملاذه الآمن الخاص به، واحتياج الإنسان لملاذ آمن هو أمر طبيعي إلا أنه يختلف باختلاف أولويات كل فرد واحتياجاته وعادات المجتمع المؤثرة به وبأحلامه. فما هو ملاذك الآمن؟!

هذا هو موضوع معرض الفنان علي حسان والذي يحمل العنوان “ملاذ آمن” والقائم حاليا في جاليري ليوان. في هذا المعرض يطرح الفنان مُعضلة الملاذ الآمن الذي يبحث عنه الإنسان، وقد قام بتجسيد الفكرة من خلال فتاة شابة من إحدى قرى الصعيد، وهي بطلة اللوحات التي تخطى عددها 53 لوحة تبحث عن ملاذها الآمن مثلها مثل أي فتاة في عمرها.

وما يتفرد به هذا المعرض هو كون قصته واقعية سردتها الفتاة للفنان خلال لقاء بينهم، فتحدثت عن ملاذها الآمن وسلامها النفسي والأحلام التي تريد تحقيقها وأمنياتها مقابل واقعها الحالي الشاق وظروفها التي تحول بينها وبين تحقيق هذه الأحلام.

 

 

 

يروي الفنان بصريا ومن خلال الصور كُل ما يمثل الملاذ الآمن لبطلة المعرض، كالحيوانات الأليفة التي تربيها في منزلها من قطط ودواجن وأسماك، وأحلامها البسيطة كأن ترتدي فستان جدتها الأبيض أو أن تركب دراجة بخارية أو أن تمتطي أحصنة خسبية.. لكن سرعان ما يخترق واقعها هذه الأحلام وتعيدها والدتها لواقعها بأن لا جدوى من كل هذه الأحلام الخادعة، إلا أنها تستمر بالحلم مراراً وتكراراً.

 

 

 

 

إن هذا الموضوع -على بساطته- إلا أنه قد يحمل صورة عن قضية اجتماعية مُعاصرة، وهي المساحة ما بين أحلامنا ومناطقنا الآمنة، والتي يلعب دورا كبيراً في كليها كل من الواقع الصعب والعادات والتقاليد المجتمعية والظروف الاقتصادية وغيرها العديد، مما قد يدفعنا أحيانا لأن ننسى أنفسنا ونسمح لهذه الظروف أن تبني لنا واقعاً بعيداً عن الأحلام ونتماشى مع هذا الواقع من خلال التقوقع في مناطق الراحة هذه أو .. الملاذات الآمنة!

بالحديث عن الأعمال فإن الفنان قد استعمل التصاميم والتكوينات والألوان المختلفة بالإضافة إلى الزخارف والاضاءات والرموز والتراكيب المتنوعة داخل العمل الفني، ليطرح على المتلقي أحلام بطلة العمل وملذاتها المختلفة، ويُذكره بملذاته وأحلامه وما يبحث عنه لنفسه.

 

 

عن الفنان علي حسان:-

هو فنان مصري ولد عام 1975م في القاهرة. تخرج من جامعة حلوان ويحمل درجة الماجستير في الفنون الجميلة. يعمل كأستاذ مُساعد في جامعة الأقصر – كلية الفنون الجميلة.

المزيد من أعمال المعرض ” ملاذ آمن” في جاليري ليوان :-