ولد: 1839م

توفي: 1906م

فنان فرنسي ولد في مدينة تسمى “إيكس-أون-بروفانس”، درس في الأكاديمية السويسرية للفنون، ويعتبر أحد أعم روّاد الفن الحديث، ينتمي إلى ما بعد الانطباعية.

كان صاحب نظرة ثاقبة وواضحة لما يريد تحقيقه في العمل الفني، بالإضافة إلى أنه كان ريادياً من الدرجة الأولى فيما يخص تطوير إحساسه الخاص وتوجيه موهبته، فحرص على تقديم أعمال فنية على درجة عالية من القيمة والأهمية ، وعلى الرغم من ذلك فقد نجح المشككون من حوله بإقناعه بأنه لن يحقق نجاحا في طرقه هذه، إلا أنه استمر في العمل بتسيير حدسه وفطرته السليمة لتكوين الأشكال وتوزيع الألوان بأسلوبه الخاص.

تأثر الفنان بالعديد من الفنانين من قبله، كالفنان “أونريه دومبيه” والذي أخذ عنه طريقته بالرسم الكاريكاتيري تحديدا، وقد ظهر ذلك وضاحا في لوحته “لاعبي الكرت”.


لوحته “لاعبي الكرت”

وبالطبع تأثر أيضا بالانطباعية -خصوصا في بداياته- والتي حاول التخلص منها الانفراد بأسلوبه لاحقا، إلا أن انتهى به المطاف أن يقوم بتطويرها، ويُشاع عنه بأنه قد قال صراحة بأنه لم يُرد سوى تثبيت الانطباعية وأن يجعلها ثابتة كمدرسة فنية.

أسلوبه

كان سيزان دوما في صراع داخلي ما بين الارتجال والتخطيط المسبق، فوضع لنفسه أسسا مثالية جدا، ولم يهتم بالظل والنور، بل كان يحرص على أن يعطي اللوحة إحساسها الحقيقي فترى سماءه فسيحة بقدر ما أحجار صلبة. واهتم كذلك بإعادة الأجسام في الطبيعة إلى أشكالها الأساسية، وهي النقطة التي انطلق منها التكعيبيون من بعده (اقرأ عن المدرسة التكعيبية من هنا). فكان يحقق توازن بين الخطوط الأفقية والعامودية، لإعطاء الطبيعة عمقا كبيرا. وباستخدام خط الأفق أيضا، فقد أحدث تغيير فيه من خلال رفعه عن مكانه الصحيح.

بعض أعمال “سيزان” التي كانت أولى الخطوات للتكعيبية

كان سيزان يعتمد في عمله أسلوب ملء الفراغات في اللوحة، فيستعمل خطوطه المُبتكرة ليُجهز لوحته، ثم يعالج تخطيطه بالفرشاة، ويلوّن مسطحاته ومساحاته، ويستعمل ألوانه تميزت بأنها نقية (بمعنى أنه استعمل الألوان الثانوية والأولية) فيعطي عمله -من خلال هذه المساحات اللونية- كمالا لا مثيل له.

استعمل التضارب في اللون بكثرة، ووصفه في لوحاته توظيفا يخدم أسلوبه المتميز بالعمل، ومنذ أن بدأه سيزان أخذه الانطباعيون عنه، وبدأوا باستعمال التضاد في اللون، فجاوروا بين اللون الحار والبارد.

مواضيع أعماله

إن أكثر ما عُرف عنه اهتمامه بمواضيع المساحات الطبيعية، بالإضافة إلى الطبيعة الصامتة التي تتمثل في تفاحاته وفاكهته الشهيرة، وحتى عندما رسم الأشخاص والبورتريهات، فقد رسمها بجمود الطبيعة الصامتة.

وفي الحقيقة لم يكن يهتم بالموضوعات الرمزية أو الاستعارية حتى في تكوينات العمل، بل كان مهتما جدا في تصوير المناظر الطبيعية فقط. وما يميزه عن الانطباعيون من قبله هو انه قام بالتركيز على أن الموضوع واللون بذات الأهمية في ذات الوقت وفي ذات اللوحة، في حين قام الانطباعيون بالتركيز على كلٍ منهما كلٍ على حدى، ولم يتم الجمع بينهما أبدا.

سيزان، صاحب الضربات القوية التي لا يمكنك اخطاءها، توفي في عمر 67، وقد ترك خلفه جسرا قد ربط بين فنون القرن الـ19 والقرن الـ20، وخلق توازنا بين المدرسة الانطباعية والكلاسيكية من قبلها. وقد كانت أهم عوامل نجاحه هو كوّنه حقيقيا جدا، ولم يأبه إذا ما كان الآخرون يكترثون حقا لِفنه، بل كان يكتفي بالعمل من قلبه فقط.

المراجع:-

– البسيوني،محمود: الفن في القرن العشرين،مركز الشارقة للإبداع الفكري.

– محمد،حسن: مذاهب الفن المعاصر، مركز الشارقة للإبداع الفكري.