هشام محمد ادغيم فنان فلسطيني ليس كأي فنان آخر , تتنوع لوحاته المليئة بالألوان الزاهية  بين تصوير الأماكن في مسقط  رأسه فلسطين الذي هجر منها في عام 1948 وبين طبيعة السويد الخلابة , البلد الذي يقيم فيها منذ أعوام.

لكل فنان أسلوبه الخاص الذي يخرجة  من دائرة التكرار والتشابه , هشام لا يملك فقط هذا الأسلوب كي يخرج من دائرة التشابه , بل هو يمتلك الطريقة والأدوات التي تجعل منه فنانا متفردا بكل المعايير , فهو فنان يرسم بفمه, ويعود ذلك لإصابته بشلل رباعي إثر حادث سباحة حصل معه في أيلول من عام 1976 م .

هشام حصل على منحة دراسية لدراسة الرسم و الفن في جامعةجوتنبرج في جنوب السويد في مطلع عام ١٩٨٣ و بعد ثلاث سنوات من الدراسة قرر البقاء في السويد.

وجهنا بعض الأسئلة  للفنان ليشاركنا بعضا من تجربته المميزة وقام شقيقه بمساعدتنا مشكورا :

هل كنت تمارس الرسم قبل حصول الحادث؟

لم أكن أرسم قبل الحادث , لم أمارس الرسم بعد الحادث فورا , أدخلني والدي فترة علاج تأهيل ما يقارب الخمس سنوات في لندن , وقد كان الهدف منه هو إعادة تأهيلي لممارسة حياتي الجديدة والتأقلم معها , بعد فترة حاول والدي تعليمي شيئا مفيدا ثم قام بإدخال الرسم إلى حياتي وبدأت بشكل بسيط جدا وكنت أتطور مع مرور الوقت .

هل دخلت في صدمة نفسية بعد معرفتك بحالتك الصحية بعد الحادث, وكيف ساعدك الرسم على تخطي هذه الصدمة؟

في الواقع انا لم أدخل في صدمة نفسية بعد الحادث, لقد منحني الله هدوء وسكينة كبيرين وآمنت بالوضع الجديد الذي وضعني الله فيه وآمنت بأن الله يأخذ من الانسان شيء ويمنحه شيئا آخر ..

يقول شقيق هشام في هذا السياق : لقد عشت مع هشام الحادث من بدايته حتى الان ولكنني لم أشاهد في يوم من الأيام دمعة نزلت من عين هشام, إنه انسان جبار حقا!

ما هي المواضيع التي تميل لرسمها غالبا؟

أحب أن أرسم الطبيعة بشكل عام , وأركز على رسم الطيور , حيث أن الطيور والحيوانات موجودة في الكثير من لوحاتي , أرى نفسي دائما في الطيور فهي تعبر عن روحي الحرة الهائمة , تذهب وتسافر اينما شاءت بلا حدود , كذلك بالنسبة للحيوانات , رسمهم دائما يمنحني شعورا بالحرية.

 

ماذا أضافت دراستك للفن في السويد لممارستك الفنية؟

قبل سفري للسويد لدراسة الفن كنت مجرد هاو , أرسم فقط بأقلام الرصاص أشياء بسيطة, بعد سفري الى السويد للدراسة  بدأت بتعلم الرسم بالألوان , تعلمت مزج الألوان وتأثيراتها, الظل والنور والرسم بالفحم. أصبحت أكثر احترافا ودرست على أيدي مدرسين مختصين جدا ورائعين .

ما هو مصدر إلهامك؟ 

الطبيعة هي مصدر إلهامي الأول.

 

أنت ترسم باستخدام فمك, ولوحاتك تتسم بالدقة والاعتناء بالتفاصيل , وهذا ملهم حقا, ولكن هل تعاني من بعض الصعوبات أثناء إنجازك للعمل؟

مع مرور الوقت بدأت اعاني من ضعف في النظر , فالتركيز مع حركة الريشة والاعتناء بالتفاصيل يتطلب توظيف كامل حواسك وخاصة النظر , وكان تكرار ذلك مرارا سببا لإضعاف نظري فأصبحت بحاجة لوضع النظارة الطبية كلما عزمت على الرسم. من الصعوبات التي أواجها أيضا أثناء الرسم هو قصر المسافة بيني وبين اللوحة لاعتمادي على فمي , وهذا يتسبب دائما في ألم شديد في رقبتي , مما دفعني لاستخدام ريشة أطول واستخدام طاولات بتصميم معين للاتكاء عليها, ومع ذلك فانا لا استطيع المكوث طويلا في الرسم .

أيضا مع مرور الوقت ومع كثرة إمساكي بالريشة من خلال فمي فذلك يسبب غالبا في كسور في أسناني الأمامية مما يدفعني لإصلاحها بين الفينة والأخرى.

 

لو كان الفن إنسانا, ما الرسالة التي توجهها له؟

أنا ممتن جدا للفن , لقد منحني الفن أشياء كثيرة أهمها الحب والسلام , ودائما ما كان ينعكس ذلك على من حولي , العطاء صفة جميلة جدا , والتحلي بها ينعكس فورا على صاحبها , أحب أن ينتشر الخير دائما , أقوم بزيارة المساجد في السويد بشكل متكرر وأقوم بالتبرع بلوحاتي للفقراء , قمت بمساعدة عدد من الأطفال الفلسطينيين والافريقيين لإكمال تعليمهم عن طريق منظمة الأمم المتحدة . هذه هي الرسالة التي منحني اياها الفن والتي أحب أن أمنحها لكل من حولي قدر استطاعتي. 

 

الملف الشخصي للفنان على الإنستاغرام : @hisham_edghaim