لوحة”درس التشريح مع د. توليب” 1632م

للفنان الهولندي “رامبرانت”

     

         في أحد أيام شهر يناير من عام 1632، تحلّق مجموعة من الأطباء الجراحين حول أستاذهم الطبيب المحترف “توليب”، يشرحلهم ويفسرعضلات اليد اليسرى لجثة ما، يقوم هو بمهمته بسهولة، وهم براقبونه بدهشة شديدة. بإمكانك ملاحظة ذلك بوضوح على بعض الوجوه التي اتقن “رامبرانت”التقاتها.

         وعلى الرغم من الاهتمام الشديد عند البعض بشرح الطبيب، إلا أن البعض الآخر كان مشتت الانتباه،ويناظر متلقي العمل -بشكل مباشر- وكأنه غير مهتم لدرسه، أو قد يكون هذا -البعض- يرى بأن الفنان -المنهمك بإنجاز عمله الفني- أكثر إثارة للاهتمام من الدرس ربما.

تفصيل من اللوحة
photo by: Sailko

ومن الجدير بالذكر هنا بأن بعض هؤلاء الأطباء قد دفعوا بعضا من المال للفنان مقابل الظهور في هذا العمل، على الرغم من أن “رامبرانت” لم يكن فنانا ذو شهرة واسعة في ذلك الوقت.

       عند تحديقك بالعمل لوقت كافٍ، ستلاحظ الدقة التي تطلبها الأمر ليُنجز العمل بهذا الشكل، فبالإضافة إلى المشاعر المختلفة التي تظهر على الوجوه، من دهشة أو عدم اكتراث أو غيرها.. ستلاحظ أيضا الدقة في تفاصيل الزخرفة على كل من ياقات الملابس، والزخرفة علىا لجدارن في الخلفية.

تفصيل من اللوحة
photo by: Sailko

ولا  يمكننا الحديث عن “رامبرانت” وأن نتجاهل إبداع الإضاءة بهذه البساطة، فالإضاءة الساقطة من نافذة ما على جسد الجثة وعلى وجوه الحاضرين، تُضفي إحساساً درامياً على المكان، وكـأنها تحوّل المشرحة إلى مكان أقل كآبة.

في الواقع، إن أكثر ما يثير شفقتي هو جثة “آريس كنت” على الطاولة، هذا الشخص الذي تم إعدامه شنقا بعد جريمة سطو مسلح، قد حُكم عليه أن يُخلد في واحدة من أهم اللوحات في التاريخ،وأن تُخلّد جريمته معه.

 هل هناك ما هو أكثر بؤسا من ذلك؟!

الفنان رامبرانت

– المواد:-

زيت على كانفس

-حجم اللوحة:-

170* 216 (سم)

– اسم الفنان باللغة الإنجليزية:-

Rembrandt

-اسم اللوحة باللغة الإنجليزية:-

The Anatomy Lesson of Dr Nicolaes Tulp